كثيرا ما نسمع هذه المصطلح سواء من شخص مصاب بحالة من الإحباط الشديد، أو من شخص يصف شخصا أخر بأنه مصاب بالاكتئاب النفس
ما هو الاكتئاب النفسي؟
يقول خبراء الصحة النفسية بأن الاكتئاب النفسي هو مرض يؤثر بطريقة سلبية على طريقة التفكير والتصرف، ويصاب الذكور، والإناث، الصغار، والكبار، والمسنين بالاكتئاب على حد السواء، فالاكتئاب لا يفرق بين مستوى التعليم والثقافة ولا المستوى المادي. فالجميع عرضة للإصابة به.
ولحسن الحظ فأن الاكتئاب النفسي من الأمراض التي يمكن علاجها، وأغلبية المرضى (80-90%) من الذين يواظبون علي العلاج الموصوف لهم يتم شفائهم بنسب عالية. ولكن من أهم مشاكل الاكتئاب التعرف عليه في الوقت المناسب. حيث أن التأخر في استشارة الطبيب يكون له توابع سلبية علي سير الخطة العلاجية. فقد تحتاج الحالة إلي فترة أطول من العلاج أو كمية أكثر من الأدوية مع التعرض لنكسات في حالة عدم المواظبة علي العلاج.
ومن أخطر أنواع الاكتئاب النفسي، عندما لا يشعر الإنسان أنه مريض. فغالباً ما يعاني الإنسان من الاكتئاب ولكنه يستمر في حياته يتصرف بطريقة سلبية، يفكر في أفكار سوداوية، ينعزل عن الناس أو حتى يفكر في إيذاء نفسه أو المحيطين به.
إن الاكتئاب النفسي مرض يصاب به الإنسان فيجعله يعاني من الأعراض التالية:
- شعور بالإحباط والملل.
- عدم الاستمتاع بمباهج الحياة.
- اضطرابات بالنوم وقد تكون في صورة صعوبة في النوم أو كثرته.
- فقدان الشهية للأكل أو الإفراط في الأكل بشراهة.
- سرعة التعب من أي مجهود.
- صعوبة في التركيز، والتذكر، واتخاذ القرارات.
- نظرة تشاؤمية للماضي، والحاضر، والمستقبل.
- التفكير في إيذاء النفس أو المحيطين كالانتحار أو القتل.
- الشعور بالذنب الدائم أو العصبية الدائمة.
حقائق عن الاكتئاب النفسي:
يصاب الشخص ببعض هذه الأعراض في أي مرحلة عمرية وإن كانت أكثر ما تكون ما بين 24 - 44 سنة.
النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بسبب تعرض المرأة لضغوط اجتماعية وبيولوجية بصورة دائمة.
أسباب الاكتئاب:
هناك عدة أسباب تتداخل معاً لظهور أعراض الاكتئاب من ضمنها:
- أسباب عضوية:
أهمها تغيرات في بعض كيميائيات المخ من أهمها مادة السيروتونين ومادة النورادرينالين ومن المعتقد أن لهما دوراً هاماً في حدوث الاكتئاب النفسي عند نقصهما.
- الجينات:
وجد أنه هناك عوامل وراثية لظهور الاكتئاب في بعض العائلات حيث أن الدراسات التى أجريت علي التوأم أحادي البويضة وجد أن إصابة أحد التوائم بالاكتئاب يرفع نسبه حدوث الاكتئاب في التوأم الآخر إلي 70 % ويكون عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة ما من حياته الشخصية. هناك بعض الأشخاص ممن لهم سمات تؤهلهم عن غيرهم للإصابة بالاكتئاب ومنها: الروح الانهزامية، الاعتمادية على الغير، المتأثرون بالمتغيرات الخارجية والشخصيات التي لها دائماً نظرة تشاؤمية للأمور.
- أسباب بيئية:
مثل كثرة التعرض للعنف والاعتداء النفسي أو الجسدي كذلك كثرة الضغوط الخارجية علي الإنسان دون وجود متنفس لها تدعو إلي الشعور بعدم جدوى الحياة وهي أهم المؤديات للاكتئاب. ولكن يجب مراعاة أن الاكتئاب النفسي (رغم كل المسببات السابق ذكرها من الممكن حدوثه لإنسان يعيش حياة عادية قد نعتبرها نحن مثالية وخالية من المشاكل ومن الضغوط). ولكن الأمور دائماً نسبية كما يجب ألا نغفل العامل العضوي الذي لا علاقة له بالمتأثرات الخارجية.
كيف يتم علاج الاكتئاب النفسي؟
من المهم أن نلاحظ هنا أن الاكتئاب مرض نفسي. ولذا يحتاج إلي علاج دوائي لتعويض الخلل الكيميائي الذي حدث بالمخ. وأن ممارسة الرياضة وتغيير العادات اليومية والذهاب إلى أجازة لن يعالج الحالة وإن كان له تأثير في سرعة الشفاء. 80 - 90 % من مرض الاكتئاب النفسي يظهرون تحسن واضح وملموس باستخدام العلاج.
- أساليب العلاج:
• العلاج الدوائي:
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أنه لا يجوز تناول الدواء دون استشارة الطبيب. لما قد يؤديه ذلك من أعراض جانبية تتعارض مع احتياجات المريض. لذا يجب استشارة الطبيب النفسي لوصف العقار المناسب للفترة المناسبة بالجرعة المطلوبة.
• العلاج النفسي:
إن جلسات العلاج النفسي تتيح فرصة للتعرف علي كيفية التعامل مع الضغوط الخارجية والتحدث عنها. كذلك التعرف علي أفضل السبل للتعامل مع الأعراض التي يعاني منها المريض أثناء المرض وهذه الجلسات يتبع منها أساليب مختلفة للعلاج منها علاج سلوكي - علاج معرفي - علاج نفسي تحليلي - علاج أسري - علاج جماعي . تحدد النوعية الأنسب للمريض بعد أخذ تاريخ المرض